اكتفينا في المقال السابق بالاعتراف أن مشكلة الشذوذ العاطفي و الجنسي موجودة في مجتمعاتنا العربية و الخليجية و السعودية على وجه التحديد ..
فما مسببات المشكلة ؟
و ماهي الحلول الممكنة لها ؟
بناءً على استنتاجاتي الخاصة أعتقد أن أصل المشكلة يرجع إلى ( ثقافة العيب ) التي تتعاطها المجتمعات العربية بشراهة ..!
فثقافة الشعوب العربية بشكل عام و الخليجية بشكل خاص تمنع الكبار من الحديث مع الصغار و تثقيفهم جنسياً ..
يتخوف الكثير من مصطلح ( الثقافة الجنسية ) و يعارض وجود هذا النوع من الثقافة لدى أبنائهم .. أو تدريسه لهم في المدارس ..
و يصرّون على أن يتعلم الأبناء بأنفسهم كما تعلم الآباء و الأجداد .. و تكاثروا بشكل مهول دون مقررات للثقافة الجنسية ..
لكنهم يغفلون بشكل عجيب الفوارق الرهيبة الموجودة بين جيل التكنولوجيا و الحواسيب و المفاعلات النووية و جيل الزراعة الذي عاشه الأجداد ..
يغفلون الفرق بين جيل التلفزيون و الانترنت و جيل الراديو و الحمام الزاجل ..
يغفلون الفرق بين جيل هيفاء وهبي و جيل الأراجوز ..!
و لذلك فإن ترك الأبناء للتجارب تعلمهم .. قد ولّد تصرفاتٍ شاذة بين الذكور و الذكور .. و الإناث مع الإناث ..
بسبب حاجتهم إلى ممارسة هذا الجنون الجميل الذي تصوره لهم المسلسلات و الأفلام تحت مسمى الحب ..
فيصطدم الجيل الناشئ بحقيقة الفصل التام بين الذكور و الإناث في كل مكان ..
في المدارس و الأسواق و البنوك و الأماكن العامة ..
و لو سمحوا للمرأة بالقيادة فقد يتم فصل الشوارع إلى عوايل و عزاب ..!
و لهذا .. فإن المخرج الوحيد لتفريغ هذه المشاعر الحالمة يكمن في تفريغها على المتوفر من بني جسنه ..!
و لهذا أيضاً .. تتحول بعض الصداقات إلى حب واهم .. ثم إلى ممارسة هذا الحب جسدياً ..!
و لضرورة وجود من يتلقى هذا الحب .. فإن أحد الذكور يقوم مقام الأنثى .. و العكس لدى الإناث ..
فتتفجّر في المجتمع قنبلة استرجال البنات .. و مياعة الأولاد ..!
مشكلة مجتمعاتنا تكمن أيضاً في أن الآباء لا يؤمنون بأن أبناءهم معرضون للخطأ كأي إنسان ..
و لذلك فإن الأبناء يأمنون العقوبة فيسيئون الفعل ..
أغلب الآباء حين تتهم مواجهتهم بتصرفات أبنائهم يرفضونها و يتعصبون بغرابة للأبن و يصرخون أن ابنهم ( ولد ناس ) و أن ( أولادنا ماتسوي كذا ) ..!
و لذلك ..
فإن أنجح الحلول و أكثرها فاعلية يكمن في التعليم ..
لا أجد مشكلة في إدراج الثقافة الجنسية ضمن المناهج التي يتم تدرسيها للطلاب و الطالبات ..
و تعليم الجيل الناشئ الأصول الصحيحة للعلاقات الإنسانية و الزوجية .. كجزءٍ من مناهج التربية الإسلامية ..
فالدين الإسلامي دينٌ شاملٌ كامل .. و صالح لكل زمان و مكان ..
فليس من المعقول أن يتم التركيز على رواة الأحاديث و تفسير آيات القرآن .. و إغفال الأجزاء التي تتناول حياة الفرد المسلم الإنسان ..!
ألقاكم ..،
جرأه بناءه في الطرح
ردحذف^_^
أهلاً بك :)
ردحذفاهنيك على إختيارك الموضوع، ~
ردحذفودي أزيد بالنقاش ،~ لكن إختصـآرك ، كآفي ووآفي ،~
وخير الكلام ماقل ودل ،~
يعطيك العافية
Gold Dream ~
أهلاً بك يا دكتورة ..
ردحذفو شكراً لتواجدك و تعليقك :)
تبقى جد الجد؟!!!
ردحذفتصلح دكتور في هالمجال في التربية والنشء والتعليم منذ الصغر وغيره!
بالتوفيق لأجيال تائهة تتلقى ثقافتها من التلفاز والإنترنت!!