الثلاثاء، 25 يناير 2011

شذوذ [1]


 يتهرب الكثير من مواجهة الحقائق المرّة ..
و يتهرب الكثير عن مناقشتها أو إيجاد الحلول المنطقية لها ..

و مشكلة ( الشذوذ ) حقيقة مرّة علينا ألا نتهرب من طرحها على الطاولة بجرأة لمناقشتها و محاولة حلِّها ..
أو على الأقل .. اعترافنا بوجود المشكلة في مجتمعنا ( المحافظ ) !!

هل قرأت يوماً ما عبارة ( أحبك حمود ) أو ( أحبك خلود ) أو ( أحبك يافلان ) على حيطان المقابر و المنشآت ؟!

نقرأ مثل هذه العبارات الغرامية الموجهة إلى ذكور يومياً ..
و في أغلب الشوارع ..
و ( على عينك يا تاجر ) ..!

و هذه الرسائل الغرامية العامة الموجهة إلى ذكور .. لا يمكن أبداً أن تكون قد كُتبت بواسطة فتيات جُنَّ جنونهن بحمود أو بخالد أو بفلان .. لدرجة أنهن خاطرن فاشترين صبغة ( رشّة ) فأطلقن لمشاعرهن العنان للتعبير عن مدى حبهن لفلان على حائط المبكى ..!

و مادمنا نرى المشكلة يومياً .. و نستبعد أن تكون ( علاقةً فطريةً ) بين ذكر و أنثى .. فعلينا إذاً أن نعترف بوجود الشذوذ في مجتمعنا !
أعلم جيداً أنكم جميعاً تعلمون بوجود الشذوذ في مجتمعنا .. و هذا لا يدهش الأغلب بقدر مايدهشهم وجوده في مجتمعنا الذي ندعي يومياً أنه (( محافظ )) لنواري عيوبنا و تخلفنا و سوءنا خلف هذه الصفة التي لانعرف معناها ..!

أصبحت علاقة الولد بـ( خويه ) الولد علاقةً معتادةً لا تثير اندهاش أي أحد .. أحياناً لا تثير اندهاش آباء هؤلاء الأولاد ..!
لكن هذه العلاقة العاطفية الشاذة .. ستتحول حتماً إلى علاقة جسدية شاذة ..
ثم إلى تجارةٍ شاذة ..
و كل مانجيد فعله حيال هذه المشكلة هو إخفاء رؤسنا في الرمل ظناً منا ألا أحد يرانا كما أننا لا نرى أحداً ..!

قبل فترة كنت أعتقد أن مشكلة الشذوذ العاطفي و الجنسي موجودة فقط بين الأولاد ..
لكني فُجعت بسماع أكثر من قصة .. لبناتٍ شاذات ..
و تطور الأمر لتصبح الفتاة التي لا تمتلك صديقة حميمة ( خوية ) فتاةً معقدة .. لا ترغب البقية في محادثتها أو مصادقتها أو النظر إليها حتى ..!
مما يعني انقلاباً حاداً في الفطرة السليمة .. لدى الأولاد و البنات على حدٍ سواء ..!

سأخصص مقال اليوم للاعتراف فقط بوجود المشكلة العظيمة في مجتمعاتنا الخليجية و العربية العظيمة .. و خصوصاً المجتمع السعودي ..
ثم سأتبع هذا المقال مقالاً ثانياً للتركيز على أسباب المشكلة و الحلول الممكنة لها ..

هناك تعليق واحد:

  1. ربما هو ذلك الذي يقولون عنه بأن الكبت يولد الإنفجار!
    سلام على زمان ولت فيه القيم والأخلاق!!
    شكراً من الأعماق

    ردحذف

إضافة تعليق ...