الأحد، 30 يناير 2011

مايوهات محتشمة [2] " حراس الفضيلة !


على الرغم من وجود الهيئة في كل مكان و زمان إلا أن الشباب مستمر في مغازلة الفتيات ..
و مؤخراً أصبح ( كلو بيغازل ) من الطرفين ..!

استغرب حقاً وجود هذه الظاهرة الفريدة لدينا في السعودية بالذات ..
فقد زرت البحرين أكثر من مرة ..
مجمعاتها لم تسمع من قبل بشيء يسمى ( عوايل ) ..
و النساء هناك لم يسمعن بكلمة ( برقع ) ..
و الشباب هناك لم يسمعوا من قبل كلمة ( ممنوع الدخول ) ..
و مع ذلك .. بحثت كثيراً في أروقة مجمع السيف و السيتي سنتر و الدانة عن شاب يلاحق فتاة و يتلو عليها رقمه بطرق مختلفة ..
و لم أشاهد فتاةً تصرخ بشاب لاحقها أو لم يلاحقها .. و لم أرى معارك بالأحذية و العصي و كل مايمكن أن ( يعوّر و مايعلّم ) ..!

هناك لم أشاهد الهيئة .. و يبدو أن وجودها لدينا تسبب في نفي كل الجمل السابقة ..
أو أن الشعب هنا ( حيوان ) فاستلزم الأمر وجود الهيئة لتحميه من عبثه بنفسه !

فعلى الرغم من وجود ( حرّاس الفضيلة ) لدينا في كل الأسواق .. إلا أن التحرش و المغازل موجود أيضاً في كل الأسواق ..!

لا أتذكر أنني زرتُ سوقاً في الأحساء برفقة شباب إلا و سمعت عبارة ( شوف هذيك شلون تمشي ) ( شوف هذيك شحلوها ) ( شوف هذيك أحيييييه ) !
سماعي لهذه البعارات عندما أزور السوق مع شباب ليس عيباً فيَّ أنا .. ولا في الشباب .. ولا في البنات .. و بالطبع ليس في السيارة ..!
إنه عيباً في ثقافتنا ..
عيبٌ وُلد مع الجيل الجديد .. سببه المنع ..!
فالهيئة لم تحاول أبداً تثقيف الجيل أو تعليمهم .. بل راحت تغالي في قمعهم و تخويفهم .. و منعهم .. و بالتالي ترغيبهم ..!

أصبحت قلوب الجيل تخفق بشدة عند مرور بنت على بعد 50 متراً ..
و أصبح لعاب الجيل يسيل لمشاهدة بنت سعودية لا تغطي وجهها .. و تكتفي بالـ ( شيلة ) ..!
أصبح الجيل مهووساً بكسر المنع الممارس عليه .. و لذلك فإنه لا يفوت فرصةً سانحةً أبداً ..
ولذلك فإن الشباب اليوم يستمتعون بمغازلة الفتيات لأن الهيئة تمنع مجرد التفكير في اسم بنت ..!
و أصبح الجيل مستمتعاً بخلق طرق جديدة لدخول مجمعات العوائل لأن كل المجمعات ممنوعة ..!

إن غريزة الاستكشاف لدى الانسان هي التي تدفعه لاستكشاف باطن الأرض الملتهب .. و هي التي تدفعه للغوص في أعماق المحيطات بحثاً عن لاشيء ..!
إنها غريزة الاستكشاف ذاتها التي تدفع الذكر لاستكشاف الأنثى .. ذلك المخلوق الذي يشبهه كثيراً .. و يختلف عنه كثيراً ..!
إنها غريزة الاستكشاف التي تدفع المواطن السعودي لاستشكاف المجمعات المغلقة في وجهه .. و لاستكشاف ( البنات السعوديات ) التي تصوّرهم الهيئة على أنهن ملائكة .. و يصورهم الإعلام على أنهن مضدهات و يصورهم الغرب على أنهن كيسٌ أسود خطر ..!
و لذلك ..
لا يضايق السعودي بنات المجمعات البحرينية أو الاماراتية أو الكويتية مع أنهنَّ يكشفن وجوههن أو شعورهن ..
و لا يفكر في النظر حتى إلى نساء أوربا حين يزور بلادهم .. على الرغم من أنهن يكشفن مساحات شاسعة من أجسادهن ..!
إنه متخصص في مضايقة بنات السعودية لأنهن لغزٌ غامض ..!

هنا أنا لا أدعو إلى السفور ..
لكنني أدعو الجهات المختصة لمنح مساحاتٍ يمكن للشباب أن يتحرك فيها دون أن يشعر بالممنوع المرغوب ..
و أدعو إلى تثقيف الجيل و تعليمه على أن يكون حرَّ نفسه .. يختار الصحيح بإرادته فيتبعه .. بدل حراسة الفضيلة الممارسة إجبارياً عليه ..!

إنني أدعو إلى إزالة المنع من أجل المنع .. و سيجني الكل الثمار .. 

ألقاكم ..،

" من سلسلة مقالات ( لقيمات ) / رمضان 1431هـ " 

هناك تعليق واحد:

  1. ربما مقالك هذا من أكثر المقالات التي حازت على إعجابي أنا شخصياً!
    فكما يقول المثل المتعارف عليه(كل ممنوع مرغوب)!
    لذلك يتوجب علينا إبادة الممنوع أو عالأقل تخفيفه لكي يصبح مكروه!!
    ومع ذلك فبإعتقادي أنه حتى لو أصبح جائزاً أو مباح فسيظل مرغوب! لماذا؟!!!
    لأنها أصبحت ثقافة في مجتمعنا السعودي!
    وكما تعرف ثقافاتنا الأصيلة من الصعب أن تضمحل حتى لو مر عليها مال قارون وليس مجرد قرون!!!

    ردحذف

إضافة تعليق ...