الأحد، 30 يناير 2011

مايوهات محتشمة [1]


كنّا نجلس في المطعم ليلة العيد قبل سنتين ..
و المطعم له واجهة زجاجية يمكن لمرتاديه رؤية العابرين أمامه ..

كنّا ( شلة ) و عددنا كبير .. بعض الحاضرين لا أعرفهم .. لكن الطاولة الطويلة و المطعم كاملاً كان محجوزاً لنا ..
مرّت من جنب المطعم مجموعة فتيات يلبسن البرقع و عباءة الرأس .. يتقدمهن أخاهم ..

أحد الجالسين على الطاولة بدأ يعدد محاسن هذه البنات .. و يُعجب بطول هذه .. و أن تلك لو كانت أنحف من الخصر لكانت أجمل ..
و أن الثالثة تبدو ( ............. ) !!
الغريب أنه كان ينبه الجالسين بجنبه بصوتٍ مسموع و بحركات يمكن رؤيتها في محاولة منه لإشراكهم في هذه المسخرة التي يقوم بها ..

الأغرب ..
أنه قال : " و الله محيميد عليه خوات ابن الـ ...... " !!

سألته و أنا استشيط غضباً : " تعرف أخوهم " ؟؟؟؟؟؟؟!
فقال أن أخاهم الذي يتقدمهن صديقه .. و  بينهم خبز و ملح و ميانة ..!

تصوروا ..!
يتغزل بأخوات صديقه .. و بمفاتنهن التي يتخيلها هو وحده .. لأن البنات كنّ محتشمات ..!

صرختُ به بصوت عالٍ جداً و هزأته .. و طلبت منه أن يبدّل المواقف .. ليتقدم هو أخواته .. و يكون صديقه من يجلس في المطعم ..
يتناقش مع الحثالة الذي يجلس بجنبه على الطاولة حول خصر اخته أو طول أمه أو أرداف ابنته ..!

فكان جوابه أنه لا يمانع ذلك لو كان سيخرج من البيت مع أخواته و هنَّ يلبسن لباساً كالتي ترتديه أخوات صديقه ..
و حتى لا تعتقدوا أن أخوات صديقه قد خرجنَ بالمايوهات الحمراء .. فإني أحلف لكم بالله أنهنَّ كنَّ يلبسن عباءات رأس غير مخصرة مع برقع غير فاضح ..!

تركت المطعم و وجبة العشاء و انسحبت بعد أن ناقشته طويلاً .. و صرخت بوجهه طويلاً و بعد أن أخبرته أن أخواته الآن قد يكنَّ في مكانٍ ما .. يتغزل بهنَّ شبابٌ ما .. و هو في مطعمٍ ما يأكل باستمتاع ..!



و إنه لـــ يتبع ...

" من سلسلة مقالات ( لقيمات ) / رمضان 1431هـ "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إضافة تعليق ...