الجمعة، 4 فبراير 2011

زحمة يا دنيا زحمة !


عندما تزور مدينة من المدن الكبرى في المملكة كالرياض و الخبر و جده تُصاب بصدمة كبيرة من الازدحام الهائل ..
ازدحام مركبات .. و مشاة و بائعين و متسولين و محلات و متسوقين ..

مشكلة الازدحام نعاني منها بكثرة في الدول العربية و الخليجية بشكل خاص .. بسبب أن الدول الخليجية و السعودية بشكل أخص لا تعترف بشيءٍ يسمى (( النقل العام )) ..!
هنا في السعودية .. الكل يركب سيارته الخاصة .. حتى و إن كانت الوجهة هي ذات الوجهة التي يقصدها الأغلب ..
فإذا كان الموظف يخرج يومياً من منزله إلى عمله و من عمله إلى منزله بروتين متكرر يومياً و وجهة واحدة يسلكها أغلب الموظفين .. فما حاجة هذا الموظف إلى ركوب سيارة خاصة تزيد من مشكلة الازدحام ..؟!


الدول الأوربية كانت سبّاقة كالعادة في حل مشكلاتها بذكاء و تقنية ..
و لذلك فإن الدول الغربية تعتمدُ بشكل كبير على أنظمة النقل العام في المواصلات ..

هناك .. محطات ( المترو ) في كل مكان .. و محطات انتظار باصات النقل العام لا يخلو منها شارع ..
و الحصول على تذكرة ركوب المترو أو باصات النقل العام أسهل من الحصول على علبة مياه غازية من مكائننا التي تغلق وقت الصلاة !

مشكلة الازدحام المروري التي تعاني منها الدول العربية لا تحلها توسعة الطرقات و شق الأنفاق و بناء الجسور فقط .. بينما عدد السيارات يزداد بشكلٍ هائل مع ازدياد السكان و السائقين و العمالة الأجنبية ..
نحن بحاجة إلى وسائل النقل العام لحل هذه المشكلة المتفاقمة ..

القطار في السعودية لا يسيّر رحلاته إلا إلى ثلاث وجهات فقط .. الأحساء و الدمام و الرياض .. بمعدل ثلاث رحلات يومياً فقط ..
و النقل الجماعي لا يقوم برحلات قصيرة داخل المدينة الواحدة ليصبح ( اسم على مسمى ) .. بل يسيّر رحلاتٍ طويلة جداً لا يمكن معها اعتباره وسيلة نقل عام يمكن الاعتماد عليها لحل مشكلة الازدحام داخل المدينة الواحدة ..

نحن بحاجة إلى محطات مترو متعددة في المدينة الواحدة و إلى محطات انتظار متقاربة لـ ( أوتوبيسات ) النقل العام .. حتى نستطيع الاستغناء عن سياراتنا الفخمة التي تغص بها شوارعنا الرديئة ..

نحن بحاجة إلى وسائل نقل عام عالية الجودة و بأسعار تغري لتجربتها و استخدامها ثم الاستغناء عن سيارتين من أصل 3 في كل بيت !
على أن تكون هذه الوسائل متعددة المحطات في المدينة الواحدة بدل محطات القطار و النقل الجماعي الموجودة حالياً .. و المستخدمة لأغراض ( السفر ) لا ( التنقل ) داخل المدن المزدحمة ..

علينا أن نثق في النظام الذي تستخدمه معظم دول العالم في نقل طلاب و طالبات المدارس عن طريق باصات المدرسة صفراء اللون .. بدل أن يقوم سائق العائلة بإيصال الطالب أو الطالبة إلى المدرسة .. و بالتالي خنق الطرق أكثر مماهي مختنقة الآن ..

على وزارة النقل ( إذا حسّت على دمها ) أن تقوم بإسناد مهمة تشييد هذه الوسائل الحديثة إلى مقاولين يخافون الله في سعر التشييد و جودة و سرعة العمل .. و أسعار تذاكر الركوب .. و أوقات الوصول و الانتظار حتى يتحقق الهدف فيثق المواطن بهذه الوسائل الحديثة و يقتنع بها ..
ثم تُمحى من ذاكرة الشعب أغنية ( أحمد عدوية ) الشهيرة : " زحمة يادنيا زحمة " !

" من سلسلة مقالات ( لقيمات ) / رمضان 1431هـ " 

هناك 3 تعليقات:

  1. يــــآه آتمـــنى ذلك
    كم سيخفف علينآ الكثير من الأعباء والإنتظآر لشخص ( يتكرم علينآ ) نحن معشر النسآء ليقلنآ لمكآن مآ !
    لو كآن هناك نقل عآم للجآمعة مثلا !
    او للسوق ! او للمنتزه !!
    ،،،،،،،،،،،
    أتتذكر مقالتك التي تحكي عن ( حراس الفضيلة ) ربما كان من ضمن اسباب عدم وضع نقل عام هذا السبب هههههههههههه ،~

    ،~~،~،

    شكرآ لكـ ~ دمتَ بود ،~

    ردحذف
  2. حراس الفضيلة سبب ثابت في كل مشاكلنا ..
    تفكيرهم الجاهلي لا يقودنا إلا إلى الهاوية ..

    النقل العام لم يعد ترفًا .. أصبح ضرورةً ملحةً في زمنٍ متسارعٍ جدًا كزمننا هذا !

    أهلًا بك يا دكتوة :)

    ردحذف
  3. ياريت يطبقوا كلامك بترتاح ناس كثير والنساء قبل الرجال!!
    الله يعين!

    ردحذف

إضافة تعليق ...