الأربعاء، 2 فبراير 2011

اختراعات سعودية غيرت وجه العالم !


في كل صيف نسمع عن الأندية الصيفية التي تقام شرقاً و غرباً و شمالاً و جنوباً ..
و نسمع عن الأنشطة و عن المواهب التي تتفجّر في تلك الأندية ..

لكن ما الفائدة ؟!

مؤسسة موهبة التي من المفترض أن ترعى الموهوبين و تقوم بتطوير و صقل مواهبهم ماهي إلا مؤسسة تتفاخر بعدد الأندية الصيفية التابعة لها في كل منطقة من مناطق المملكة ..
عندما تزور موقعهم الإلكتروني أو تطّلع على خططهم و رسالتهم و أهدافهم .. تعتقد لوهلة أن هذه المؤسسة سوف تجعل من المملكة بلداً منتجاً للعلماء و المخترعين ..

فكرة المؤسسة رائعة جداً كونها المؤسسة الوحيدة التي حاولت الاعتراف بوجود موهبين سعوديين لكنها ككل المؤسسات و الهيئات العربية .. مؤسسة نظرية فقط .. لا تتقن الجزء العملي .. و لا تؤمن بأن الإنتاج هو أفضل النتائج التي يمكن أن تحصل عليها مؤسسة ما ..!


مشكلة ( موهبة ) تكمن في أنها تهتم فقط بأن يكون لديها في كل عام عدد معين من الموهوبين موزع على كل المناطق و المدارس مع مراعاة عدم تكرار الأسماء !

نسمع كثيراً عن اختراعات سعودية خارقة و مهمة في كل عام ..
و نقرأ في الصحف أن الموهوب الفلاني تم تكريمه في كندا .. و أن تلك الموهوبة اخترعت جهازاً لتنبيه الأم حين يصحو رضيعها ..
فيتم تكريم هؤلاء الموهوبين بشهادات تكريم من المؤسسة و من المدرسة في الطابور .. و السلام عليكم !

حتى تحقق ( موهبة ) أهدافاً جيدة وتخرّج لنا أجيالاً من العلماء و المخترعين فلابد أن تهتم بمتابعة هؤلاء الموهوبين بشكل مستمر ..
حتى لو تفرغت هذه المؤسسة لرعاية 10 موهوبين حول المملكة كلها .. بدل أن تهتم بتكريم الموهوبين في إلقاء الشعر أو الموهوبات في تصفيف الشعر !
على ( موهبة ) أن تقوم بمتابعة الموهوب المخترع حتى يصل إلى التصوّر النهائي لاختراعه .. و بالتالي تتكفل المؤسسة بتكاليف صناعته أو بإيجاد رعاة من القطاع الخاص يتكفلون برعاية هذا المخترع علمياً و مادياً و اجتماعياً ..

إحدى المعلمات تروي لي قصتها مع مديرة المدرسة التي أجبرتها على تولي الموهوبات في المدرسة بسبب أنها الأقل في عدد الحصص بين المعلمات و دون الاهتمام ما إذا كانت هذه المعلمة قادرة فعلاً على رعاية الموهوبات أم لا ..

و روت لي كيف تتم تعبئة سجلات الموهوبين بـ( كلام فارغ ) و إرسال هذه السجلات إلى مؤسسةموهبة التي تعلم مسبقاً أن هذه السجلات مليئة بـ ( لا شيء ) .. و لكنه روتين يجب أن يُتبع !

سيجني هذا الوطن ثمار الموهوبين إذا تمت رعايتهم بشكل عملي ..
و لذلك .. على ( موهبة ) أن تقوم هي بتعيين مشرفين مختصين يمكنهم اختيار و ورعاية و متابعة الموهوبين بدل هذه الطريقة غير المجدية المتبعة في المدارس ..
و على ( موهبة ) أن تفهم أنه ما من داعٍ لإجبار كل مدرسة على تعيين مشرف موهوبين و افتعال موهوبين .. بل يمكن استبدال ذلك بدورات تعقد في مقر المؤسسة أو في مدارس معينة يحضر لها الطلاب الموهوبين دورياً و يتم تدريبهم و صقل مواهبهم على أيدي مختصين ..

بسبب الطريقة النظرية المتبعة حالياً في رعاية الموهوبين فإن أغلب اختراعات و إنتاجات الموهوبين أصبحت حبيسة مستودعات إدارات التربية و التعليم .. و أصبحت ( نسخة واحدة فقط ) لم يُكتب لها أن يتبناها رجال الأعمال فتصبح اختراعات سعودية غيّرت وجه العالم !

" من سلسلة مقالات ( لقيمات ) / رمضان 1431هـ " 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إضافة تعليق ...