الثلاثاء، 1 فبراير 2011

صكوك .. لدخول الجنة !


ألم تستغرب من قبل الطريقة التي يتحدثُ بها بعض المشايخ في التلفزيون أو في المسجد ؟!
شخصياً تذكرتُ ما قرأتهُ عن أزمة أوربا مع القساوسة و سيطرة الكنائس على أوربا .. لدرجة أن القسيس كان يمنحُ صكوكاً لدخول الجنة .. و الصكوك مضمونة مدى الحياة .. و تشمل في ضمانها سوء الاستخدام أيضاً !

بعض المشايخ في وقتنا الحاضر _ من السنة و الشيعة معاً _ يتعاملون مع ( القطيع ) الذي يسمعهم على أنهم  _ المشايخ _ يوحى لهم من الله مباشرةً ..!
و لذلك لا تتعجب حين تسمع شيخاً يصعد منبر يوم الجمعة .. فيخطب في الناس مكفراً و مزندقاً و مفسقاً في كل من لا يتفق معه في دينه أو مذهبه أو حتى إعجابه بسيارات المرسيدس و قناة قطر ..!


لا تعجب من سماع المناداة بهدم الحرم المكي و تقسيمه إلى طوابق عوائل و طوابق عزّاب !!
لا تعجب لو سمعت فتوًى تصحح الفتوى السابقة فتقول أننا بدل أن نهدم الحرم و نبنيه من جديد ويكلفنا ذلك مالاً طائلاً ..
فعلينا أن نوفّر على الخزينة _ و لأول مرة _ هذه المبالغ الطائلة .. فنجعل زيارة الحرم المكي يوم عوايل و يوم عزاب !!

لا تتعجب إذا ماسمعت شيخاً سنياً يكفّر مراجع الشيعة .. و مشايخ الشيعة و الأطباء و المهندسين و العساكر الشيعة .. و يتهمهم بخيانة الوطن ..!
و لا تتعجب إذا سمعت رداً قوياً من شيخٍ شيعي .. يخصص ليلةً من ليالي مجلسه الحسيني للدعاء على الشيخ السني !

إنني لا أتعجبُ اليوم حين أسمع أيَّ فتوى تبيح الغناء .. و تحرم المعازف !
و فتوًى تبيح إرضاع الكبير و تحرم ممارسة الرياضة للنساء ..!
لم أعد أتعجب من مفتي يدعو في الخطبة الأولى من يوم الجمعة لأهل فلسطين .. و لفلسطين .. ثم يحرّم الدعاء _ مجرد الدعاء _ لحزب الله الذي ذهب ليحرر فلسطين في الخطبة الثانية !

إنني أخشى اليوم على العالم الإسلامي من أن تصيبه ردةَ فعلٍ قوية .. قد تصل به إلى احترام العلمانية .. و المطالبة بها كما حدث في أوربا حين تمادت الكنيسة فحرّمت الحلال و حللت الحرام .. و تحكمت بالعباد لدرجة أن الأوربي وقتها لم يكن يستطيع ارتياد الحلاق إلا بإذنٍ من الكنيسة ..
و لدرجة أن صكوك دخول الجنة أصبحت تباع في المزادات العلنية !

إنني أخشى أن يتمادى من يطلقون على أنفسهم مسمى ( رجال الدين ) في استعباد الناس .. و استغلال ضعفهم أمام الغيبيات .. و سعيهم الحثيث لربط كل مايقومون به بدليل شرعي من القرآن أو السنة أو القياس !

إنني أخشى أن يصل بنا الحالُ في العالم الإسلامي إلى أن نذهب للأزهر فنطلب صك غفران .. ثم نقبل أقدام المشايخ و ندفع لهم أموال القرض الحسن الذي أجازوه كي يمنحونا صكاً لدخول الجنة ..!

تذكرت الآن مقطعاً من أنشودة قديمة كنت أحفظها يقول :
( أن تدخلني ربي الجنة .. هذا أقصى ما أتمنى ) ..

" من سلسلة مقالات ( لقيمات ) / رمضان 1431هـ "

هناك تعليق واحد:

  1. ختام مقالك هو مسك الموضوع
    الله يرحمنا برحمته!!

    ردحذف

إضافة تعليق ...