الجمعة، 21 يناير 2011

على شحم ! *


أحياناً أحس أن النظام يقول لي على شحم في أشياء كثيرة من المفترض أن تكون من أساسيات الحياة ..

لكن خصوصية مجتمعنا السعودي التي ندعيها كلما وجدنا أنفسنا الوحيدين الذين لا يملكون أساسيات الحياة هي التي جعلتنا نقبل بهذا ( الشحم ) !

ألم تحلم من قبل أن تذهب في نهاية الاسبوع للمجمع الوحيد في الاحساء ( العثيم ) فتحجز تذكرة سينما للفلم الذي طرح للعرض الاسبوع الماضي في أمريكا ؟!


النظام يقول لك : على شحم مرتين ..
الأولى لأن السينما لدينا _ نحن فقط _ من الكبائر التي يدخل متابعوها إلى النار دون حساب !
و الثانية لأن العثيم _ ككل الأماكن العامة _ : عوايل !

واقعاً إلى حد الآن لم أفهم فكرة الـ(عوايل) التي نتمسك بها ليل نهار ..!
فكل سكان الكوكب الأرضي هذا لا يفصلون الناس بناءً على حالتهم الاجتماعية إلى عوايل و عزاب !
و عزاب هذه تنطبق على الذكور الذين لا يحملون معهم امرأة فقط !
أما المرأة فهي ( عوايل ) لوحدها .. و يمكنها الاستمتاع بكل شيء .. شرعي كان أم غير شرعي .. و بعلم النظام !

على شحم !

أما السينما .. فعلى ما أعتقد أن الأخوة في الهيئة لم يفهموا معناها إلى حد الآن ..
و هم _ كالعادة _ لا يحرمون و يعارضون إلا مايجهلون !
هذه المرة سأسبقهم و أقول لهم : على شحم !

كل شعوب العالم تسعى خلف الاختراعات و الاكتشافات و التطور ..
إلا شعبنا ( الاستثنائي ) .. فهو يلهث وراء الفتاوى التي تجيز له الاستمتاع بما اخترعه بقية العالم ( الكافر ) ..

إذا كانت السينما التي ستخضع للرقابة و التنقيح و اختيار الجيد ( ممنوعه ) عند المشايخ الاستثنائيين ..
فإن محلات الفيديو التي لا رقيب عليها و لا حسيب من ناحية المحتوى و السعر ( مباحة ) و الاسطوانة بعشرة ريال ..!
و إن قنوات التلفزيون مباحة بأقمارها الثلاثة أو الأربعة أو الخمسة ..!
و إن مواقع الانترنت مباحة بكل كواسر البروكسي المتوفرة .. و لا رقيب ولا حسيب غير الله !

فلذلك : على شحم !

على الأخوة مشايخ الهيئة أن يتفهموا وصول العالم إلى العام 2010 .. و أن أسلوب الحجر الديني لم يعد أسلوباً نافعاً لجيل يتوفر بين يديه كل ماهو جديد من تقنيات و إمكانيات !
و على الأخوة مشايخ الهيئة أن يتفهموا أن فكرة ( حراسة الفضيلة ) لم تعد تخدع أحداً بعد .. فإن كل مايرونه ( صالحاً ) ينقلب في ثوانٍ إلى ( فساد كبير ) بمجرد تجاوز ( الجمس ) للمكان الذي أصبح شبابه _ بفضل الهيئة _ يخافون الخلق أكثر من الخالق !

إذا كانت الهيئة تعتقد أن المجتمع أصبح صالحاً بسبب ( همجيتها ) في التعدي على خصوصيات و حريات الناس فإننا نقول لها بالفم المليان : على شحم !

ألقاكم ..،

_______________________
* على شحم : كلمة يستخدمها البدو و أهل نجد لإسكات من تمادى في الحديث ..!

هناك تعليق واحد:

إضافة تعليق ...