الجمعة، 21 يناير 2011

عيال قبايل !


أتسائل إن كانت وزارة التجارة تهتم فعلاً بشيء يسمى عالمياً (( توحيد التسعيرة )) للمواد الغذائية و الاستهلاكية !
فعلى مايبدو أن الوزارة الموقرة ( نايمه على أذانها ) و لا حسيب ولا رقيب ..

قبل فترة كان التلاعب بالاسعار لعبة لا يتجرأ أحد على لعبها إلا التجار الكبار ..
أصحاب الكروش و القروش و النفوذ و الظهر المسنود ..
فانطلق سعر الرز .. ثم تبعه السكر ..


و رد تجار السيارات عليهم بالمثل ..
فارتفعت الأصوات بأن ( خلوها تصدي ) !

وزارة التجارة في بداية أزمة قفز الأسعار صرّحت تصريحاً يتيماً قالت فيه :
" على المواطن أن يغير من عاداته الغذائية " !!

يعني بدلاً من أن نأكل رز و لحم على الغداء .. نستبدله بورق عنب و حمص و تبولة ..
و بدلاً من أن نتعشى بطاطس و معكرونة و كباب .. نتعشى جبن و زيتون و طماطم !

وبعد هذا التصريح .. لم يشعر المواطن السعودي وحده بالإهانة ..
بل تجار الخضروات و الأجبان شعروا بالإهانة أيضاً ..
فردوا لمنتجاتهم كرامتها .. و لحقت أسعارها بقطار الانطلاق ..

فلم يعد بيد المواطن المسكين أن يغير من عاداته الغذائية .. فما الحل ياوزارة التجارة ؟!
ناكل تراب ؟؟
ربما يرتفع سعر التراب أيضاً .. فنضطر مجبرين لأن نأكل هوا .. و يرتفع سعر الهوا .. فنموت و يرتفع سعر الكفن .. فنضطر إلى تغيير عاداتنا ( الموتية ) ..
فنلجأ للطريقة الهندية و نحرق الموتى بدل الدفن .. فيرتفع سعر أعواد الثقاب ..!

الحل يا وزارتنا الموقرة يكمن في أن تقومي بفرض سيطرتك .. و توحيد الأسعار و تقديرها ..
و عدم استثناء أي تاجر ( مهما كبر اسمه ) من القرارات هذه ..

جمعية حماية المستهلك كانت ستفيدكم لولا أنها صرّحت قبل فترة على لسان رئيسها أن بحوزتها قائمةً بأسماء التجار الغشّاشين ..
لكنها صرّحت أيضاً أنها لن تنشر هذه القائمة خوفاً من أن ( تنفضح القبايل ) التي ينتمي بعض التجار ( الغشاشين ) لها ..!
و مراعاة لشعور القبائل .. اضطرت الجمعية الموقرة إلى التكتم على أسماء هؤلاء التجار .. و الاكتفاء بإرسال رسالة جوال إليهم يقولون لهم فيها : " مايصير كذا عاد .. خفوا شوي على خلق الله " !!

الجمعية إذاً تقوم بحماية المستهلك الغلبان مالم يترتب على حمايته فضيحةً لتاجر ( ولد قبيلة ) أو تاجر ( ولد ناس ) أو تاجر ( غني ) أوتاجر ( و السلام ) !
ولذلك .. علينا أن نواصل الشراء بأسعار خيالية و بضاعة مغشوشة من تجار غشاشين .. لكنهم ( عيال قبايل ) و هذا شرفٌ لنا ( و للي خلفونا ) أن من يغشنا ( عيال قبايل ) ..
" هو احنا طايلين " !!

ألقاكم ..،

هناك تعليق واحد:

  1. من يسمع؟!
    أبدعت صراحة هالمقال مكانه في جريدة لكي يصل إلى بعض المسؤولين!
    وربما قد يصل وربما لايصل وإن وصل فإنه بالتأكيد لن يؤخذ بعين الإعتبار!!!
    ولكن في النهاية سنستمر نكتب ونكتب على أمل أن يصل!
    تحية والسلام!!

    ردحذف

إضافة تعليق ...