الخميس، 20 يناير 2011

وش نحس فيه [2]

البركة في الشباب ..

مادة إعلانية ربما شاهدها أغلبنا على محطات التلفزيون .. و هي تصور ( شلة ) شباب يقومون بأعمال خير بسيطة .. ربما يراها الأغلب ( سخيفة ) ..

بعد كل إعلان أصفق لهؤلاء الشباب العراقيين .. و أقول : ياليتنا نطبق !!

لكني بعد هذه الفترة الطويلة من التصفيق .. سألتُ نفسي : وش أحس فيه ؟؟!


كيف سيخرج للمجتمع شباباً ينخرطون في أعمال الخير .. و في الأعمال التطوعية دون تعليم ؟؟
إذا كنا درسنا مادة التربية الوطنية لمدة 8 سنوات متتالية .. ثم لم نخرج منها بغير تأكيدنا لأنفسنا أننا مازلنا نحفظ السلام الوطني ..!

وش نحس فيه ؟؟!

درسنا في التعليم العام لمدة 12 عاماً .. لا أذكر أننا درسنا فيها ولو درساً واحداً عن العمل التطوعي و أهميته للفرد و المجتمع ..

فقد أغرقونا بمواد الدين دون أن يخبرونا أن الأعمال التطوعية أعمال خير ( كويسة ) !!
و أغرقونا بمواد ( مالها داعي ) و لم يطلبوا منا في حصة التعبير أن نكتب عن عمل تطوعي قمنا به !!

وش يحسون فيه ؟؟!

إذاً لماذا نطالب بجيلٍ شابٍ يحرر القدس ..
أساساً احنا ليه نبي نحرر القدس ؟!
أجزم لكم أن 99% من الشباب الذين يحلمون بتحرير القدس لن يستطيعوا تحديد طريقة .. أو شكلاً عملياً لتحرير القدس !
و أجزم أن 90% منهم سوف لن يتمكن من التفريق بين المسجد الأقصى و مسجد قبة الصخرة !!

وش نحس فيه ؟؟!

إذا كان الوطن ينتظر من الشباب أن يطوروه .. و أن يجعلوه في مصاف الدول المتقدمه ..
فإننا نسأله بوضوح : وش تحس فيه ؟؟!

المناهج لا تريد شباباً مطوراً .. ولا متطوراً ..
المناهج تريد شباباً يستيطع أن يكتب دليلاً من القرآن و السنة على أهمية صرف الزكاة في مصارفها الصحيحة !!

و تريده أن يعلل تعليلاً واحداً للآتي :
1/ اختيار مندل لنبات البازلاء في إجراء تجاربه ؟!
2 / وفرة الصخور البركانية في العصر الجوراسي و قلتها في العصر الطباشيري ؟!
3 / القطة تقول ميو ميو .. و الكلب يقول هاو هاو ؟؟!

لا أدري لماذا أحس أن الذين وضعوا المناهج في بلدنا كانوا على عجلة من أمرهم ؟!
فأغلب المناهج وضعت على طريقة ( طقها و الحقها ) ..!

ثم بعد ذلك .. ينتظر الأخوة في وزارة التربية و التعليم أن يخرجوا جيلاً يرفع هامة البلد عالياً في المحافل العالمية !
وش يحسوا فيه لما احتلت المملكة المركز 17 عربياً في التعليم من أصل 21 دولة من بينها جيبوتي و الصومال و جزر القمر ؟؟!

وزارة التربية و التعليم تنتظر جيلاً ( كويساً ) .. لكن هذا الجيل يجب أن ينزل علينا من السماء .. هدية من الله لبلاد الحرمين ..
و هذا الجيل ( الهدية ) سيتمكن من اجتياز اختبار القدرات التعجيزي الذي يتلو الشهادة العظيمة التي منحتها الوزارة لجيلها ( الكوييس ) ..!
هذا الجيل سيجتاز الاختبار التحصيلي .. و سيقبل في الجامعة بدون واسطة ..

هذا الجيل سيختار كلية العلوم .. لأن اسمها يوحي أنها كلية تدرّس في قاعاتها ( تخصصات المستقبل ) ..
لكنه سيتفاجأ أن العلوم فيها تدرس باللغة العربية .. التي لا يتحدثها أهل العلم و مكتشفيه و مطوريه !

و سيتفاجأ أن أغلب خريجي هذه الكلية ينخرطون في سلك التدريس ( بدون شهادة تربوية ) و بدون فترة تطبيق لما تعلموه ..!

سينتحر هذا الجيل ( الهدية ) و سيكتب في رسالة الانتحار : (( وش تحسوووون فييييييييه ؟؟! )) !

ألقاكم ..،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إضافة تعليق ...