الجمعة، 24 أبريل 2009

عفواً يا حمار ..!

قلت له : أنت حمار ..
فزعل مني .. و خاصمني حتى كاد يقتلني ...
على الرغم من أنه قبل هنيهة كان يقول لي أني أسد في أفكاري و مقالاتي .. و أني لا أخاف في الله لومة لائم ..


للتو كان يقول أنه يريدني أن استمر على الحمية القاسية التي أعطانيها الدكتور .. حتى أصبح غزالاً ..!

للتو شبهني بحيوان ..
و أرادني أن أكون كحيوان ..!

و غضب حين قلت له أنه حيوان ..!

الحمار ..ذلك الحيوان المسكين الذي لم يتعب منذ الماضي السحيق ..
ولم يتأفف قط كتأفأف موظف الجوازات ..
يستحقره القاصي و الداني دونما سبب معلوم ..

فإني قلت للأخ الذي يحدثني أنه حماراً من باب التشبيه الذي يليق به كتصوره أن تشبيه سعادتي بالأسد يليق بي .. أو أكثر قليلاً ..

صاحبنا ( الحمار ) يعمل ليلاً .. و نهاراً .. و أحياناً مابين الليل و النهار دونما تعبٍ ولا مللٍ و لا كللِ ..!
صاحبنا يحفظ طريقة عمله كحفظ الحمار لطريقه من البيت إلى مكان العمل الشاق ..
صاحبنا يضرب ليلاً و نهاراً بعصي الخيزران .. ولا ينهق نهقة واحدة ..

الحمار أفضل منك يا أخ ..
فقد أبدى استياءً حين صرخ صرخة ..

أنت يا عزيزي الحمار البشري لازلت تحيا في مكان ما ..
و في زمن ما دون أن تعرف ماهما بالضبط ..

تعيش من أجل أن تأكل و تربي أولادك .. وتشوفهم أحسن ناس بالدنيا ..!

تعيش .. لأن الموت لم يأتِ بعد .!
تعيش و السلام إذاً ..!

لم يخطر ببالك مرة أن تسأل عن حقوقك ..
لم تسأل حتى عن واجباتك لأنك تؤديها دونما رضىً منك..
لم تدخل مرةً دار سينما .. ولا جربت أن تضحك في المسرح من قلب ..

لم تعشق فعلاً ..
و لم تتزوج عن حب ..
لم تجرب قط أن تتحدث مع أنثى دون أن تتصب عرقاً ..
و لم تجرب بعد أن تدخل في طابورٍ طويل جداً من أجل أن تنتخب نائباً برلمانياً يمثلك في المجلس و يدافع عن حقوقك و يضع القوانين التي تناسبك أنت ..!

لم تجرب بعد يا عزيزي أن تدخل في أزمة برلمانية ..

لازلت تتابع بشغف البيان الختامي .. لتتفاجأ أو ربما لا تتفاجأ أنه نفس البيان الختامي السابق مع تغيير التاريخ فقط ..!


لازلت مصراً على زعلك من تشبيهي لك بالحمار ؟!

أما سمعت ذلك المصري الذي أنشد طرباً يقول : " بحبك يا حمار .. و لعلمك يا حمار .. أنا بزعل لما حد يقولك يا حمار " !!
و الصحيح أن الحمار يزعل حين يشبه بقومٌ ولدوا و ماتوا دون سبب معلوم..!


عفواً يا حمار ..!

هناك تعليق واحد:

  1. فعلا مسكين هذا الحمار البشري في كل تصوراته وافكاره لا يتحرك قيد انملة عن طريقه الحفوظ ,,
    ولا يهمس بهمسة حين يضرب ،،
    امضي أيها الحمار طريقك ينتظرك والعصا مرفوعة.. لكن لا تبكي يوما فأنا أعلم أن الحمير لا تبكي.

    صديقك ---- محمد

    ردحذف

إضافة تعليق ...