الأربعاء، 8 أبريل 2009

بيروقراطية ..!

إن رسم كاريكاتير واقعي يعبر عن حال الرياضة لدينا يعتبر جريمة لا تغتفر ..
أقيل على أثرها رئيس تحرير .. ومُنع الرسام المبدع من الرسم إلى أن تطلع الشمس من مغربها !
و النهاية الصحفية لأي كاتب كبير كان أم ( طرطور ) تبدأ عند كتابته عن الأحوال بواقعية و شفافية ..
و الكتابة عن مجلس الشورى تعتبر نهاية فورية .. مثل القبول ببعض الجامعات الفوري ..!

إذاً فنحن مسموح لنا بمزاولة كل حرياتنا .. شريطة ألا تمس القاعدة العامة المعمول بها لدينا ..
فحتى قواعد و مبادئ النظام لدينا روتينية بيروقراطية لا تقبل تغيير ولا تحديث ولا تعديل ..
و من سولّت له نفسه الأمارة بالسؤ تغيير نظام لدينا .. سيعتبر بلا شك زنديقاً مستشرقاً و بفتوى من هيئة كبار العملاء ..!


المشكلة أن النظام البيروقراطي لدينا يشبه النظام العسكري تماماً ..
فأنت مرؤس و رئيسك مرؤس و الرئاسة هذه لا تنتهي إلا إلى أن يشاء الله رب العالمين ..!

بمعنى أنك لا تقوى على اقتراح تعديل على أي شيء حتى لو جهة مكتبك الراقي في الدوام إلا بخطاب رسمي مؤرخ و مسجل في سجلات الصادر و الوارد و مصدق من الغرفة التجارية ترسله إلى سيادة رئيسك المباشر ..

و رئيسك سينظر في الطلب بعد تكوين لجان منبثقة من لجان ..
لتأتيك الموافقة أو الرفض بعد أن تكون قد قررت التقاعد أصلاً .. أو على الأقل تكون قد نسيت أنك قدمت هذا الطلب لسيادة رئيسكم الموقر المحترم المبجل ..!

البيروقراطية هذه تسبب تدهوراً عجيباً جداً في التواصل بين الرئيس و المرؤس ..
و بالتالي .. فإنك لو اقترحت اقتراحاً .. أو كتبت مقالاً واقعياً تشكو فيه حالنا المؤسف .. ستقال و تُجرّم دون علم المسؤلين ..
و السبب أن رئيسك المباشر أراد أن يختصر الطريق و ينفذ قراراً وفقاً لصلاحياته بفصلك و تجريمك و منعك من مزاولة مهنتك ..
و الغريب أن رئيسك المباشر المحترم لم يفعلها و يختصر الطريق و يصدر قراراً بهذه السرعة إلا هذه المرة ...

لأن مقالك أو رسمتك الكاريكاتورية لو وصلت لطويل العمر .. يُخشى أن يسأل عن رئيس هذا الزنديق المباشر و بالتالي قد يوجه إليه خطاب لفت نظر !!
و رئيسك المباشربالتأكيد لا يحب خطابات لفت النظر ..
و لا يحب تأخير قرارات مفصلية يترتب عليها أمن دولة ..!


الدول العظمى .. و الدول النامية .. تطورت و نمت و تنمو بفضل التقييم ..
و التقييم نقد .. و النقد لديهم مسموح ..
و لدينا .. " أصصص لا يسمعك أحد .. الجدران لها أذان " !!
النظام لدينا يوظّف المواطنين بناءً على مفاضلة أرقام التقديم و تواريخها و واسطاتها طبعاً ..
ولا يؤخذ بعين الاعتبار الكفاءات و الخبرات .. و التخصصات المناسبة ..

لذلك فإن موظف المكتبة العامة بجامعتنا الموقرة لم يرشدني أو يساعدني في البحث عن كتاب طبي كنت أبحث عنه ..
و السبب : " ماعرف اقرأ انجليزي " !!!

أكاد أقسم أن هذا الموظف المحترم تعاملاً .. لا يحمل أعلى من شهادة الثانوية ..
ولم يسمع يوماً بتصنيف الكونغرس للمكتبات .. ولا يدري أصلاً أن هناك نظم للتصنيف بالحروف و الأرقام التسلسلية و التخصصات !

هو توظف هنا .. لأنه قدم ملفاً أخضراً علاقياً و أربعة صور شمسة بخلفية بيضاء .. إلى ديوان التوظيف ..
و الحمدلله .. فرغت طاولة بمكتبة الجامعة فتوظف ..!
و نتيجة لذلك .. فإني مكثت ساعة ونصف لأصل إلى الكتاب المنشود .. !!!

تحية يا نظام ..
تحية و ...................السلام !

هناك 3 تعليقات:

  1. النظام يا عزيزي أسلوب حياةمنتجة!

    و نحن نستهلك النظام في حيانتا بأسلوب بيروقراطي
    من أجل الحفاظ على السيد "كرسي" !

    و من هنا يكون النظام لا منتج !

    لأنه يفضي إلى النظام الجامد / الميت !

    ,

    تحية صادقة يا صديق !

    .
    .
    .

    إنسان !

    ردحذف
  2. صديقي العزيز الأعز / إنسان ..

    وجودك هنا يبث الروح فيّ من جديد ..

    وجودكهنا و متابعتك تعني لي الكثير ..


    البيروقراطية .. هي النظام من أجل النظام ..!
    ألا تبدو لك هذه الجملة معروفة ؟!

    دُم صوفياً إذاً .. و تواجد هنا قدر ما استطعت ..

    عبدالله ..،

    ردحذف
  3. بصراحة ما اتمنى هذا
    لاني ما اعطيهم اللا السب و ....
    مش لانهم هوامير
    بل للسبب اللي خلاهم هوامير
    ان شاء الله فهمت قصدي
    وشكرا

    ردحذف

إضافة تعليق ...