الجمعة، 28 يناير 2011

ساعتنا تنوّر .. يافرحتنا !


 تصفحت بريدي الإلكتروني المليء برسائل المجموعات هذا اليوم ..
فوجدت به رسالة يقارن كاتبها بين تكلفة برج الساعة في مكة المكرمة و مشاريع عالمية ضخمة ..

لا أنا و لا أنت عزيزي القارئ سنتفاجأ إذا ماسمعنا الأرقام ..
فنحن جميعاً نعلم أن المشاريع في المملكة _ بقدرة قادر _ تكلّف أضعاف ما تكلفه مثيلاتها في الدول العالمية .. و بجودة أقل بكثير من هذه المشاريع الرخيصة !
لكننا سنتفاجأ أن عملية الإصلاح الشامل الذي يتمناها خادم الحرمين الشرفين الملك عبدالله رعاه الله .. لن تنجح ..
بسبب وجود الفساد في كل مكان تصرف فيه ميزانيات لمشاريع تبدو ضخمة و ترفع اسم المملكة عالياً ..
و بالتالي يقودنا الحماس .. فتصرف المليارات دون التحقق من أن المشاريع الضخمة هذه تستحق كل الميليارات الضخمة هذه ..!

كلّف بناء برج الساعة خزينة الدولة 3 مليار دولار أمريكي ( 11 مليار ريال تقريباً ) ..!!!
برج خليفة في دبي .. أطول برج في العالم و الذي يتسع لمئة ألف شخص كلّف خزينة الإمارات _ حسب شركة إعمار _ 1.5 مليار دولار !!!
أي نصف قيمة برج الساعة و بجودة أكبر و أضخم من حيث الطول و المساحة و عدد السكان الذي يمكن استيعابه ..!
برجي التوأم اللذان تشتهر بهما ماليزيا .. قيمة الاثنين 1.6 مليار دولار !!

هل يعقل أن يكلّف برج الساعة ضعف مبالغ هذه المباني العالمية الضخمة ؟!
أم أن التكلفة شاملة لعقود المقاولين الأصليين .. و مقاولي الباطن .. و محسوبيات و ( كل واحد يلحس صبعه ) ؟!

شركة جدة للتنمية أعلنت قبل أسابيع عن ميزانية (( البنية التحتية )) انتبهوا .. البنية التحتية فقط لمنتزه العسلاء بجدة ..
و الذي سيتم تشييده مكان بحيرة المسك الشهيرة ..
البنية التحتية فقط .. صُرفت لها ميزانية قدرها 22 مليار ريال سعودي ..!

اندهش لفترة عزيزي القارئ ثم عد لمواصلة القراءة ..

إذا كنا لا نزال نبحث عن أسباب الكارثة التي أغرقت جدة و ( قلبت عاليها واطيها ) .. فإننا نضيّع وقتنا الثمين .. 
فالفساد منتشر .. و اللصوص يلبسون المشالح و يقيمون المؤتمرات الصحفية و يحلون ضيوفاً في إضاءات ..!

و إذا كانت أغلب المشاريع تسير بنفس الطريقة العجيبة في الميزانية دون أن تتم مساءلة المقاولين و المسؤلين عن المشاريع قبل تنفيذ المشروع ..
فإننا على حافة السقوط في كوارث متتالية في جدة ثم الرياض ثم الدمام و الأحساء و في الشمال و الجنوب ..!

فمن أمن العقوبة .. أساء الفعل .. و ضاعف الميزانية .. و قلل الجودة .. و قال ( طز ) للكل و رحل ..!

اندهشت من المبالغة الضخمة في الميزانيات التي تصرف بسهولة لمشاريع تبدو من الوهلة الأولى أنها ( نصب ) ليس إلا ..
فجميعنا شاهد قطار المشاعر الذي خيّب آملنا في مجاراة مترو دبي الذي لم يكلف نصف قيمته ..
و جميعنا سمع عن تكلفة استاد الملك عبدالله بجدة الذي بلغت ميزانية إنشائه تكلفة إنشاء ملاعب جنوب افريقيا التي استضافة كأس العالم مجتمعة !!

إن هؤلاء ( الفاسدين ) المنتشرين في كل مكان .. يلعبون على مشاعر الناس و إبهارهم بالمشاريع الضخمة ..
و لذلك .. يركزون على أن ساعة مكة المكرمة تضيء عند دخول وقت الصلاة .. لكنهم لا يركزون على الميزانية التي بلغت أرقامها الأرقام الفلكية ..!

و هكذا في بقية المشاريع كمنتزه العسلاء الذي سيضم ملاعب غولف ضخمة و مقاهي و مدينة ألعاب ..
كل أهل جدة فرحوا بالمشروع و تم إشغالهم _ عمداً _ عن قيمة البنية التحتية التي تعادل قيمة ميزانية دولة صغيرة !!

" من سلسلة مقالات ( لقيمات ) / رمضان 1431هـ "

هناك تعليق واحد:

  1. تعيش أنت في السعودية عزيزي!
    فتوقع دائماً مالاتتوقع!!
    أهلاً ومرحباً بك في الواقع المرير!!

    ردحذف

إضافة تعليق ...