الأحد، 26 أبريل 2009

يقولون ..لا تحزن !

لم أكن مأساوياً .. ولا سوداوياً ..
أصدقائي ربما يعرفون هذه الحقيقة ..!

تعلمت منذ الصغر أن أكون متفائلاً جداً .. هكذا علمني أبي دون قصد .. أو بقصد دون أمر ..!

تعودتُ أن أرى الجزء المملوء من الكأس ..
أحياناً يكون الكأس فارغاً إلا من قطرات .. فلا أرى غير جمال القطرات ..!

تعودتُ أن أتفاءل عند كل تعديل وزاري ..و عند كل 5% ..
تعودت التفاؤل عند مشاهدتي لتنظير أوباما ..

ظننت أن العالم يمكن أن يصل في يومٍ من الأيام إلى نقطة سلام .. لا نقطة استسلام ..!

ظننت أن معلمينا في المدرسة لا يكذبون .. وأن مايقوله مدرس العلوم صحيح ..
و أن مدرس الدين لم يخرج ريحاً من قبل ..!
ظننتُ أن بلدي أفضل بلدٍ في الدنيا ..

ظللتُ أعتقدُ في أشياء سخيفة سنين طويلة فقط لأن الناس يروني متفائلاً .. و يعتقدون أن الجلوس معي يجلب السعادة ..
ظللتُ طيلة عشرين عاماً أعتقد أن كل المشايخ و العجائز سيدخلون الجنة ..
و أن كل من لا يعتقد بما أعتقد سيدخل النار .. أو ربما كل من لا يعتقد بما لا يعتقد معلمونا سيدخل النار ..

كنت أعتقد أن النهار أفضل من الليل ..!
و كنت أظن أن السماء تُطال لو وضعنا بيتاً فوق بيتنا .. و أن الغيم رسم فقط و لايتعدى حقيقة ذلك ..

كنت أظنُ أن أبي هو أقوى رجل في العالم ..
و أن أخي الكبير رجل خارق القدرات .. فهو يستطيع كتابة كل الحروف بالانجليزية .. و يستطيع أن يقول ( س + 1 = صفر ) ننقل الـ 1 للطرف الثاني بالسالب ..!

كنت أظنُ أنني سأتوقف عند هذا الحد .. و أني لن أصل إلى درجة من الذكاء لكتابة windows باللغة الانجليزية و أن اتهجأها كما يفعل أخي : دبليو / آي / ان / دي / او / دبليو / اس !!


لا أدري ..
أشعر أني سأكون حذراً جداً قبل التفاؤل بأي شيء مستقبلاً ..

فقد عرفتُ الآن أن معلمينا كانوا يكذبون ..
و أن أخي رسب في الانجليزية حينها ..
و قد عرفتُ أن بلدي يعتبر من دول العالم الثالث .. بل وفي أواخر العالم الثالث ..!

لقد أيقنتُ الآن أن للكأس حقيقتان صحيحتان ..
حقيقة أنه مملوء إلى حدٍ معين .. و أنه فارغٌ إلى حدٍ معين ..

لقد أيقنتُ يقيناً تاماً أن الخلل لدى الأغلب في كونهم ينظرون إلى جزءٍ واحدٍ فقط من الكأس ..


الكأس أمامك ..
انظر إليه بتمعن .. لا أظنك سترى غير جزءٍ واحد فقط ..!

هناك 4 تعليقات:

  1. ،

    أحبكَ يا صديقي لأنكَ إنسانٌ متفائلٌ بلا تكلـّف !


    /

    إنها عملة نادرة أن تتفاءل و أنت لا تكذب ,


    /

    بـ كل صدق

    أمثالكَ خـُلقوا لكي نتعلم منهم ثقافة التفاؤل ..

    لأن الحياة ستكون أجمل و أجمل ..

    عندما تمارس هذا الدور النبيل !


    ,

    صديقك : إنســان !

    ردحذف
  2. بالفعــل ...
    بعيدآ عن التنظير ...

    إنه الكأس نفســه لدى الكثير
    جــزء وآحد لاغير
    وآقعه كمـآ ببليغ القول عبرت
    تذبذبٌ وتنآقضٌ أرآه حيث وصفت وأجدت

    جئت هنآ ألبي الندآء
    وأقرآ السطور بين شظآياكـ
    فـتقبل وجودي هآ هنآ ...

    تحيــآتيـ
    ضفــآف المجــد

    ردحذف
  3. حين تتعلم من أخطاءك السابقة تكون حينهـا حقًا (انسان) خلقه الله كي يتعلم

    ولكـنك حين تُصر على أن تلك الحقائق التي أكل الدهر عليها وشرب هي حقًا حقائق و أن لا زمن يمكن أن يُبْلِيها أو يُغَيّرها فثق أنك لم ولن تصل لدرجة الإنسانية التي استحققتها

    ،

    الكوب الممتلئ في ناحية و الفارغ في أخرى ليس هو المشكلة

    يجب أن ترى أين المشكلة كي تستطيع فهم الفراغ و الامتلاء .. و تكتشف فشل أخيك في تلك الحُقْبَة !

    أنت رائع د.عبدالله جاسم

    د. آ.أ.أ

    ردحذف
  4. صحيح .... !
    فأنآ لآ أرى إلا ذلك الخط الفاصل بين الجزء المملوء والجزء الفآرغ !
    نعم ذلك الحد المعين هو الجزء الذي أراه !

    وكلي أمل أن يتساوى ذلك الخط مع قمة الكأس ! او اسفله ! حتى يبقى صآفياً أرى من خلاله ! لا أراه هو !

    <مقاله قديمه لكني اطلع عليهآ للتو ~ ولم ارد ان اتركها من غير ان اكون هنآ ^_*
    شكرآ لك د.عبدالله ~

    ZabArJaD~

    ردحذف

إضافة تعليق ...